تطهير الهيكل / 2 مكابيين 10 : 1 - 38

1 وعاد يهوذا المكابـي وجماعته فاستردوا بعون االله أورشليم والهيكل

2 وهدموا المذابـح الـتي بناها الغرباء في الساحة وخربوا معابدهم

3 وبعد أن طهروا الهيكل وبنوا مذبحا آخر استخرجوا نارا من الصوان بالقدح واستعملوها لتقديم ذبـيحة لاول مرة منذ سنتين وهيأوا البخور والسرج وخبز التقدمة

4 وبعدما أتموا ذلك سجدوا إلى الرب وابتهلوا أن لا يصابوا ثانية بمثل تلك المصائب وإذا خطئوا أن يؤدبهم برفق ولا يسلمهم إلى أيدي أمم كافرة وحشية

5 ثم طهروا الهيكل في اليوم الخامس والعشرين من شهر كسلو أي في اليوم ذاته من الشهر ذاته الـذي فيه نجس الغرباء الهيكل

6 فعيدوا ثمانية أيام بفرح كما في عيد المظال وهم يذكرون كيف قضوا عيد المظال قبل زمن غير بعيد في الجبال والمغاور مثل وحوش البرية

7 أما الآن فإنهم يحملون في أيديهم غصونا مورقة وجذوعا خضرا وسعف نخيل ويسبحون للرب الـذي يسر لهم تطهير هيكله

8 ثم أقروا بالإجماع أن على جميع شعب اليهود أن يعيدوا هذا اليوم في كل سنة 

أنطيوخس أوباتور يخلف والده

9 هكذا كانت وفاة أنطيوخس الملقب بأبـيفانيوس

10 والآن من واجبنا أن نشرح ما عمل أنطيوخس أوباتور ابن ذلك الفاجر من ويلات سببتها حروبه الـتي شنها هنا وهناك

11 فلما استولى على الملك فوض تدبـير أمور المملكة إلى ليسياس القائد الأعلى في سورية وفينيقية

12 وذلك أن بطليموس المسمى بمكرون أراد أن ينصف اليهود لما حل بهم من الظلم في الماضي فبذل جهده أن يحسن معاملتهم

13 ولكن أصدقاء أوباتور الملك اتهموه بالخيانة لأنه ترك قبرص الـتي كان أوباتور ولاه عليها وانحاز إلى أنطيوخس ورأى مكرون أن لا مكانة ولا كرامة له في منصبه فشرب السم من يأسه ومات

يهوذا يهاجم حصون أدوم

14 ولكن لما صار جورجياس حاكم بلاد أدوم حشد جيشا من المرتزقة الغرباء وأخذ يضطهد اليهود في كل مناسبة

15 وكذلك الأدوميون الـذين احتلوا حصونا منيعة كانوا يضطهدون اليهود ويرحبون بالهاربـين من أورشليم ويتأهبون للحرب

16 وبعدما صلى يهوذا المكابـي ورجاله إلى االله حتـى يعينهم هجموا على حصون الأدوميين

17 وانقضوا عليها بشدة واحتلوها وهزموا كل من كان يقاتل على الأسوار وقتلوا كل من وقع في أيديهم فأهلكوا منهم عشرين ألفا

18 وفر تسعة آلاف منهم إلى برجين حصينين مجهزين بكل وسائل الدفاع

19 فأوكل يهوذا المكابـي سمعان ويوسف وزكا وعددا كافيا من أنصاره لمحاصرة البرجين وارتد إلى مواقع أخرى أشد حاجة إليه

20 ولكن الـذين كانوا مع سمعان أغراهم حب المال فارتشوا من بعض الـذين في البرجين وأطلقوهم بعد أن أخذوا منهم سبعين ألف درهم

21 فلما علم المكابـي بما جرى جمع رؤساء الشعب واتهم أولئك الـذين باعوا إخوتهم بني قومهم بالمال وأطلقوا أعداءهم من البرج لمحاربتهم

22 ثم قتل أولئك الخونة على الفور واستولى على البرجين

23 فالنصر كان دائما حليفه في المعارك، وفي هذه المعركة بالذات قتل في البرجين ما يزيد على عشرين ألفا 

إنتصار يهوذا في جازر

24 وحشد تيموثاوس الـذي قهره اليهود من قبل جيشا من المرتزقة الغرباء وعددا غير قليل من الخيول الأسيوية وانقض على اليهودية لاحتلالها بقوة السلاح

25 فما إن اقترب منها حتـى توجه يهوذا ورجاله بالصلاة إلى االله وذروا على رؤوسهم التراب واتزروا بالمسوح

26 وسجدوا إلى الأرض عند أسفل المذبح متضرعين إلى االله أن يتحنن عليهم ويعادي أعداءهم ويضطهد مضطهديهم كما تقضي الشريعة

27 وبعد الصلاة حملوا سلاحهم وابتعدوا عن المدينة ووقفوا على مقربة من العدو

28 وما إن طلعت الشمس حتـى تلاحم الفريقان فريق يتكل على بسالته وعلى وعد االله له بالفوز وفريق يتخذ شدة البأس قائدهم في الحرب

29 فلما اشتد القتال تراءى للأعداء خمسة رجال من السماء على جانب كبـير من روعة المنظر يركبون خيلا لها لجم من ذهب فساروا في مقدمة اليهود

30 وهم يحيطون بالمكابـي لحراسته بأسلحتهم ووقايته من الجراح ويرمون العدو في الوقت ذاته بالسهام والصواعق حتـى عميت أبصارهم واضطربوا كل الاضطراب

31 فسقط منهم عشرون ألفا وخمس مئة ومن الفرسان ست مئة

32 وانهزم تيموثاوس إلى قلعة جازر الحصينة وكانت تحت إمرة كيراوس

33 ولكن رجال المكابـي حاصروا القلعة مدة أربعة أيام

34 وكان الـذين داخلها واثقين بمناعتها فأخذوا يبالغون في التجديف والإهانات

35 وفي صباح اليوم الخامس هجم عشرون شابا من جماعة المكابـي على السور وهم في غضب شديد من هذه التجاديف وأخذوا يقتلون ببسالة كل من صادفوه

36 وتبعهم آخرون فتسلقوا وأشعلوا النار في البرجين وأحرقوا أولئك المجدفين أحياء وكسر آخرون الأبواب فدخل بقية الجيش واستولوا على المدينة

37 وكان تيموثاوس مختبئا في جب فقتلوه هو وكيراوس أخاه وأبلوفانيس

38 وبعد ذلك مجدوا الرب بتسابـيح الحمد على إحسانه العظيم على بني إسرائيل وعلى النصر الـذي أحرزه لهم

اعداد الشماس سمير كاكوز